نزار قباني يقرأ مقطعاً من قصيدة "الوضوء بماء العشق والياسمين"


ينطلق صوتي، هذه المرة، من دمشق. ... ينطلق من بيت أمي وأبي. ... في الشام. تتغير جغرافية جسدي. ... تصبح كريات دمي خضراء. ... وأبجديتي خضراء. ... في الشام. ينبت لفمي فمٌ جديد ... وينبت لصوتي، صوتٌ جديد ... وتصبح أصابعي، ... قبيلةً من الأصابع. ... أعود إلى دمشق ... ممتطياً صهوة سحابه ... ممتطياً أجمل حصانين في الدنيا ... حصان العشق. ... وحصان الشعر .. ... أعود بعد ستين عاماً ... لأبحث عن حبل مشيمتي ، ... وعن الحلاق الدمشقي الذي ختنني ، ... وعن القابلة التي رمتني في طستٍ تحت السرير ... وقبضت من أبي ليرةً ذهبية ... وخرجت من بيتنا ... في ذلك اليوم من شهر آذار عام 1923 ... ويداها ملطختان بدم القصيده .... ...